"كفاية": إذا كان شيخ الأزهر "سيتنصر" وشنودة "سيسلم" فسنؤيد التوريث

13 سبتمبر 2009 by: trtr388

فجر الدكتور هاني عنان، أحد المؤسسين للحركة المصرية للتغير "كفاية" موجة من الجدل بتصريحاته التي عدها المراقبون تحولاً جذريًا في موقف الحركة التي تتبنى موقفًا رافضًا لتوريث السلطة في مصر، بعدما أبدى فيها تأييده لوصول جمال مبارك للسلطة خلفا لوالده الرئيس الحالي، وإعرابه عن أمله بعدم وصول "الإخوان المسلمين" للحكم في مصر.
واعتبر المنسق العام السابق للحركة جورج إسحاق أن تصريحات عنان التي وصفها بـ "الصادمة" تعبر عن رأيه الشخصي ولا علاقة لها بالحركة أو تصوراتها السياسية، موضحا لـ "المصريون" أن صلته بحركة "كفاية" انقطعت منذ عامين تقريبا ولم يعد له نشاط فيها، ولا يمثل الحركة إطلاقا، وأن تأييده لسيناريو التوريث لا يعكس من قريب أو من بعيد توجهات ومواقف حركة "كفاية" الرافضة للتمديد أو التوريث.
وكان عنان وهو من القيادات المؤسسة لحركة "كفاية" فجر في تصريحات تلفزيونية مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه صراحة تأييد جمال مبارك لرئاسة الجمهورية في حال تغيير أو تعديل المادة 77 من الدستور والتي تتيح للرئيس فرصة إعادة انتخابه لفترات متتالية حتى وفاته أو اعتزاله العمل السياسي، مبررًا موقفه المثير للجدل بمخاوفه من وصول "الإخوان المسلمين" إلى السلطة في مصر.
ورفض إسحاق اعتبار كلام عنان يعبر عن تحول في موقف "كفاية"، موضحا أن الحركة لا تزال تتمسك بتوجهاتها بمعارضتها التمديد والتوريث وسوف تظل تقاوم مساعي التوريث بكافة الطرق وبكل ما أوتيت من قوة، مشددا على أنها لو كانت ترغب في تغيير توجهاتها السياسية لتم الدعوة لعقد اجتماع للجنة التنسيقية العليا للحركة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، بشكل يؤكد تمسكنا بتوجهاتنا السابقة وعدم حدوث أي تعديل في هذه الثوابت.
وطالب القيادي البارز في "كفاية" جميع القوى السياسية في مصري بالتوحد والوقوف صفا واحدا ضد خيار التوريث، محذرا من أنه وبدون المعارضة القوية فلن يستطيع أحد منع هذا السيناريو بل سينجح النظام في تمريره، خاصة وأنه قطع خطوات كبيرة في هذا الإطار وإن كانت لم تأخذ الطابع الرسمي.
غير أن ثمة انتقادات في المقابل واجهتها "كفاية"، والتي كانت أول حركة معارضة تتظاهر بشكل علني في الشارع ضد سيناريو توريث السلطة المزعوم، لكن السنتين الماضيتين شهدتا تراجعا ملحوظا في أداء الحركة وأنشطتها، وحصول انشقاقات في صفوفها.
وعزا إسحاق خفوت صوت "كفاية" إلى كون الحركة احتجاجية في المقام الأول، وليس لها إطار تنظيمي ومرتبطة بشكل وثيق بطابع الحراك السياسي في مصر، مرجحا أن تعاود الحركة نشاطها وتستعيد بريقها السياسي خلال العامين القادمين، واللذين سيشهدان إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر.
وعلق إسحاق على تصريحات عنان التي أبدى فيها تأييده سيناريو التوريث إذا كان "الإخوان المسلمون" هم البديل، باعتبارها تنسجم مع التوجه الحكومي الساعي لإيجاد حالة من "الفوبيا" لدى الغرب من صعود الجماعة إلى السلطة لتبرير جميع خطوات النظام، وتكريس هيمنته على السلطة وتبرير جميع إجراءته التعسفية.
لكن المنسق العام السابق لـ "كفاية" لم يخف حالة القلق لديه والتي تنتاب قطاعا كبيرا من السياسيين إزاء أسلوب "الإخوان"، مطالبا الجماعة أن تعبر عن آرائها ومواقفها بشكل واضح لا يقبل اللبس، لاسيما وأن الحديث عن استبعاد الجماعة أمر شديد الصعوبة إن لم يكن مستحيلا، مفضلا استمرار الحوار مع الجماعة.
وشاطر إسحاق الرأي الدكتور عبد الحليم قنديل، المنسق العام لحركة "كفاية" معتبرا أن ما قاله عنان لا علاقة له بالحركة وإنما يعبر عن وجهة نظره وتوجهاته السياسية في المقام الأول، خصوصا أنه أعلن خلال حواره عن انقطاع صلاته بحركة كفاية من مدة طويلة
وأوضح قنديل أن "كفاية" متمسكة برفض التوريث والتمديد بجميع خياراته وتوجهاته تجاه عائلة مبارك، معتبرا أن الحديث عن تأييد "كفاية" لسيناريو التوريث يشبه تماما الإعلان عن ارتداد شيخ الأزهر عن الإسلام أو اعتناق البابا شنودة للإسلام.
وأكد قنديل أن جوهر "كفاية" وتوجهها السياسي والأساسي ينطلق من شعارها "لا للتمديد أو التوريث"، متسائلا: كيف يمكن أن نتراجع عن هذا ونتبنى خيارات تنسف شرعية الحركة من أساسها

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: