الكويت : الكوليرا أطلت... من الشواطئ
01 سبتمبر 2009 by: trtr388هل تحدث «المفاجأة» وتدور العجلة اليوم في محطة مشرف أو جزء منها كما أمل وزير الأشغال وزير الدولة لشؤون البلدية الدكتور فاضل صفر، لتبدأ أجواء التلوث التي سادت الأسبوع الماضي لناحية البحر أو الجو بالتبدد.المفاجأة اتت عبر ما كشفته مصادر طبية لـ «الراي» أن الفحوصات الأولية لبعض الشواطئ أثبتت وجود بكتيريا الكوليرا.وقالت المصادر ان وزارة الصحة أرسلت دكتورا من قسم صحة البيئة التابع لإدارة الصحة العامة لأخذ عينات من الشواطئ وفحصها في إدارة الصحة العامة، لافتة إلى ان الكوليرا مرض معد ويؤدي إلى الوفاة ومن أعراضه الإسهال الشديد.وعلى إيقاع غلبة النبرة التفاؤلية في موضوع معالجة تداعيات محطة مشرف، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الأوضاع في الكويت مطمئنة ولا تدعو للقلق، موضحة ان الاستعدادات لمواجهة أنفلونزا الخنازير تتفق تماما مع توصيات المنظمة.وأعلن صفر لـ «الراي» أن الجهات المعنية بمعالجة مياه الصرف الصحي المتسربة من محطة مشرف وضعت خطة عاجلة لاحتواء الخلل، وبين أن الخطة تسير بشكل طيب «وإن شاء الله فإن المحطة ستكون قادرة اليوم الثلاثاء على تشغيل مضخات الاحتياط» ما يمكننا من تسيير مياه الصرف إلى محطات الضخ المجاورة مثل محطة العارضية.وقال صفر إن الخطة وضعت من قبل اختصاصيين وبذلت فيها جهود جبارة «ونأمل أن تصمد الليلة (أمس) حتى تدخل محطة مشرف في الخدمة وتعمل مضخات الاحتياط التي حال دون تشغيلها انقطاع التيار الكهربائي».وأشار إلى ان الوزارة تعمل بالتعاون مع فريق العمل المشترك لاصلاح محطة مشرف وتجري حاليا محاولات لتشغيل ثلاث وحدات في المحطة تعمل على معالجة مياه الصرف وتحويلها الى مياه صديقة للبيئة، ومن ثم ضخها الى البحر بهدف التقليل من نسبة التلوث.وتمنى صفر أن «يتم خلال هذه الليلة (أمس) تحقيق انجاز من خلال سحب مياه المحطة وتمكين العاملين من النزول الى الموقع لاصلاح الباب الالكتروني الذي تعطل عن العمل واختلال توازنه نتيجة ضغط تدفقات المياه عليه».وأوضح انه بمجرد الوصول الى موقع المضخات سيتم العمل على تشغيل ثلاث منها وبالتالي يتم نقل وتحويل مياه الصرف من محطة مشرف الى محطة ضخ العارضية، الأمر الذي يساعد على التقليل من المنسوب الموجود حاليا.وأكد صفر أن الوضع بات مطمئنا ويسير من حسن إلى أحسن «ولن نتردد في الاستعانة بأي خبرات تخدم ما نعمل من أجله فنحن لا ننظر إلى الجنسية بقدر ما تهمنا الخبرة الواسعة التي يمتلكها من نستعين بهم في مجال (الأشغال)».وكشف صفر عن تقرير مفصل يحتوي على أبعاد مشكلة محطة مشرف وتداعياتها واسباب نشوئها، وبات راهنا في حوزة اللجنة البيئية البرلمانية «فقد حرصنا على ان تكون المعلومات كافة لدى النواب لإطلاعهم على الاجراءات التي قمنا بها».ولاحظ رئيس اللجنة البيئية البرلمانية النائب الدكتور علي العمير ان الوضع بشكل عام يعد مطمئنا «خصوصا في الأمور التي كنا نخشاها ومنها وصول التلوث إلى مياه البحر وظهور نفوق الأسماك، حيث بدأت هذه الاحتمالات تقل وإن كانت موجودة فهي ليست بالخطورة التي كانت عليها قبل أسبوع».وأمل عضو اللجنة البيئية النائب سالم نملان العازمي لـ «الراي» الانتهاء من المشكلة راهنا «ونترك التحقيق إلى خطوة لاحقة، فنحن لن نركز على المتسبب حاليا ونترك المشكلة كي تتفاقم إذ يهمنا في المقام الاول وقف التسرب الذي لوث البحر وتاليا نفتح التحقيق».وأعربت النائب الدكتورة معصومة المبارك عن عدم ثقتها بالاستعدادات الحكومية والمساعي التي تبذل من قبل وزارتي الأشغال والصحة والهيئة العامة للبيئة لاحتواء الكارثة الناتجة عن تسرب مياه الصرف الصحي إلى البحر، مشيرة إلى ان هيئة البيئة لم تنف حتى الآن احتمال تسرب المياه الملوثة إلى محطات تنقية مياه الشرب.وقالت المبارك لـ «الراي» إنها غير مطمئنة إلى الإجراءات التي كشف عنها الفريق الحكومي «حيث لم تكن هناك إجابات على بعض المداخلات النيابية التي طرحت خلال اجتماع اللجنة البيئية».وأكد مساعد المدير العام للهيئة العامة للبيئة رئيس اللجنة الوطنية لمتابعة ظاهرة نفوق الأسماك الكابتن علي حيدر لـــ «الراي» أن اجتماع لجنة نفوق الأسماك أمس خرج بعدد من التوصيات التي من شأنها أن تحافظ على سلامة الأسماك من أي نفوق نتيجة ما حدث من تلوث لمياه البحر.وأوضح حيدر أنه بعد الإطلاع على نتائج العينات تبين أن جميع الدلائل تشير إلى أن الوضع مازال مستقراً واحتمال ظاهرة نفوق الأسماك غير موجودة حالياً، لا سيما أن المياه المتأثرة هي في حدود المنطقة التي تم منع الصيد والسباحة فيها وبقية المناطق سليمة،، مبيناً أن بلدية الكويت ووزارة الصحة أكدتا خلو الأسماك من أي مشاكل مرضية «إلا أننا نأخذ العينات بصورة مستمرة لتوخي الحذر من أي ظرف سيئ».وشدد مصدر وزاري لـ «الراي» على أن الحكومة غير متحمسة لحضور الدورة الطارئة التي دعا إليها نواب كتلة التنمية والإصلاح لمناقشة استعدادات مواجهة مرض أنفلونزا الخنازير، لافتا إلى أن كل ما يمكن طرحه وتناوله خلال الجلسة يمكن إثارته في اجتماع اللجنة الصحية دون الحاجة إلى عقد دورة طارئة.واستغرب المصدر من الإصرار النيابي على عقد الدورة، مؤكدا أن ليس من المعقول أن تعقد دورة طارئة لمناقشة أي قضية تثار على الساحة السياسية خصوصا ان وباء انفلونزا الخنازير عالمي وعلى النواب أن يدعوا الجهاز التنفيذي يمارس أعماله الفنية بعيدا عن التسييس كون القضية صحية فنية لا تحتمل أبعادا سياسية.وبلغ عدد النواب الموقعين على طلب عقد الدورة الطارئة 30 نائبا حتى الآن.واوضح المستشار الإقليمي للأمراض المستجدة لإقليم شرق المتوسط الدكتور حسن البشري أن الإجراءات الاحترازية لوزارة الصحة في مواجهة انفلونزا الخنازير تعتبر جيدة وتتوافق مع الإرشادات العالمية.وقال البشري الذي التقى وزير الصحة الدكتور هلال الساير أمس لـ «الراي» أنه لاحظ وجود نوع من الفزع والهلع لدى الشارع الكويتي، مطمئنا الجميع بأن الأوضاع تعتبر جيدة وغير مرهبة كما يعتقد البعض.وقال النائب الدكتور فيصل المسلم ان اجتماع اللجنة الصحية البرلمانية اليوم مخالف للائحة وان على الحكومة إذا كانت جادة في تعاونها ان تطلب اجتماع المجلس لا اللجان لعرض خططها وإجراءاتها عليه.ولفت إلى أنه في الوقت الذي تحمل فيه كتلة التنمية والإصلاح رئاسة المجلس المسؤولية الكاملة استغرب سكوت ثلة من نواب عرف عنهم حرصهم الشديد على الالتزام اللائحي الدستوري.وأكدت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي الدكتورة موضي الحمود لـ «الراي» عقب ترؤسها امس اجتماع مجلس وكلاء وزارة التربية لمناقشة آخر التطورات في ملف أنفلونزا الخنازير ثبات دوام المعلمين والمعلمات في رياض الأطفال والتربية الخاصة وفق الموعد المحدد لهم سلفا دون تغيير، على أن يخضعوا إلى دورات تدريبية في كيفية التعامل مع الوباء.وعن أسباب عدم تأجيل بدء الدراسة في الكويت اسوة بدول الخليج قالت الحمود إن من الصعب اختزال الخطط الدراسية، مؤكدة في الوقت نفسه حرص الوزارة على صحة وسلامة جميع الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية.من جانبها، قالت وكيلة وزارة التربية ورئيسة لجنة الاستعداد للعام الدراسي تماضر السديراوي أن الاستعدادات للعام الجديد دخلت في طورها النهائي في جميع القطاعات، وشددت على ان الوزارة ستتخذ جميع إجراءاتها القانونية في حق الطلبة المتغيبين دون عذر طبي.وكشفت السديراوي عن مخاطبة وزارة الصحة للإسراع في تجهيز العيادات الطبية بمستلزماتها ومعداتها، خاصة بعد موافقتها الأخيرة على إعارة وزارة التربية هذه الأجهزة مقرونة بـ 120 ممرضة في مدارس التعليم العام و16 ممرضة لإدارة مدارس التربية الخاصة، مشددة على أن جميع العيادات ستكون جاهزة ومزودة بطاقمها الطبي في مطلع ديسمبر المقبل.