الجِمال المصرية قد تثير أزمة دبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب
02 سبتمبر 2009 by: trtr388ذكرت مصادر "إسرائيلية" مطلعة أن مشكلة عبور الجِمال المصرية للحدود مع "إسرائيل"، باتت تمثل أزمة حقيقية قد تعرض العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب لتصادم شديد مستقبلاً.وقالت صحيفة معاريف العبرية فى تقرير لها عن تلك الأزمة إنه على الرغم أن الطابع السياسي والعسكري قد سبق وأن ميز التوترات والصراعات بين القاهرة وتل أبيب حتى الآن، لكنها حملت فى الآونة الأخيرة طابعا جديداً، ودخل عنصر غير معتاد، قد يهدد الاستقرار والسلام بينهما، ويتسبب فى حدوث أزمات دبلوماسية بين البلدين، ألا وهو الجمل المصري. فقد كادت سفينة الصحراء أن تحول لسفينة حرب جديدة بين مصر و"إسرائيل".وسعيا منها للتجنب فى الدخول فى أزمة دبلوماسية جديدة مع مصر، قررت "إسرائيل"- حسبما ذكرت صحيفة معاريف- عدم طرد الجمال والإبل المصرية التى تتجاوز منطقة الحدود بين البلدين، وتفضل قتلها رميًا بالرصاص على إعادتها للأراضي المصرية مرة أخرى، خشية أن تكون مصابة بالأمراض المعدية.فضيحة صهيونية:وطبقاً للتقديرات فقد قامت السلطات "الإسرائيلية" حتى الآن بقتل أكثر من ألف جمل مصري. وتعليقاً على ذلك تقول إيتي ألتمان رئيس جمعية الرفق بالحيوان "امنحوا الحيوانات فرصة للعيش" بأن سياسة وزارة الزراعة "الإسرائيلية" بقتل آلاف الجمال المصرية بوحشية، هى فضيحة ليس لها مثيل. فلماذا لا تقوم الوزارة بوضعهم فى الحجر الصحي، وفحص حالتهم الصحية، فربما ليس من الضرورة أن كل جمل يمر عبر الحدود أن يكون حاملا للأمراض.إثارة انتباه الحكومة المصرية:وأضافت الناشطة فى مجال حماية الحيوان أنها ترغب من وراء إثارة هذا الموضوع أن يدرك كبار المسئولين فى الحكومة المصرية خطورة تلك الظاهرة، للعمل على وقفها فورا، مشيرة إلى أن الجمال والإبل فى "إسرائيل"، والدول العربية فى حالة انقراض مستمر، خاصة وأن أعداد الجمال فى "إسرائيل" تراجعت بنسبة 80%.وأشارت صحيفة معاريف إلى أن نحو 700 جمل مصري يعبرون الحدود لداخل الأراضي "الإسرائيلية" كل عام، ويسهم فى ذلك أن الحدود بين البلدين التى يبلغ طولها 243 كيلومترًا أماكن كثيرة منها بدون أسوار حدودية، مضيفة أن سعر الجمل المصري يتراوح ما بين 3 إلى 5 الآف دولار. وأن بعض الجمال قام بتدريبها مهربو المخدرات لحمل المخدرات والعبور بها عبر الحدود، وأنها تحمل على ظهرها عشرات الأجولة من البانجو والحشيش والهيروين، تظل تتجول بها فى أنحاء متفرقة من الصحراء، فيما يقوم مهربون باستخدام الجمال لتهريب البضائع الأخرى مثل السجائر والتبغ، أما السواد الأعظم من الجمال فيعبرون الحدود إلى داخل الأراضي "الإسرائيلية" بحثا عن الطعام ومصادر المياه، لكن جميع الجمال التى تعبر الحدود يقوم الجيش "الإسرائيلي" بالقبض عليها. وتظل بالقواعد العسكرية أو بالقرب منها وهى مربوطة فى الأشجار بدون طعام أو ماء، إلى أن يأتي مفتشو وزارة الزراعة، الذين يقومون بدورهم بإطلاق النار عليهم. .وحشية صهيونية:وتأكيداً على الوحشية "الإسرائيلية" فى التعامل مع الجمال المصرية، قالت ملتمان إن ما يحدث مع الجمال المصرية هو قتل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو أمر مخالف للقانون، وطالبت وزير الزراعة ومراقب الدولة ومن الشرطة "الإسرائيلية" بضرورة التحقيق فى عمليات اغتيال الجمال المصرية، وضرورة محاكمة المسئولين عن تلك الجرائم.ونفت الناشطة "الإسرائيلية" مزاعم تل أبيب بأن الجمال المصرية تمثل خطورة على "الإسرائيليين" قائلة:" من غير المقبول أن تتذرع السلطات "الإسرائيلية" بأن الجمل المصري خطر، ويحمل أمراضًا فتاكة، بدون دليل، بل تتمسك بذرائع ليس لها أساس من الصحة. وقالت بأنها تشاورت حول هذا الموضوع مع خبراء من مصر وليبيا والإمارات.إرضاء نظام الرئيس مبارك:ومن جانبه استبعد مسئول رفيع المستوى بوزارة الزراعة "الإسرائيلية" إمكانية إعادة الجمال للأراضي المصرية مرة أخرى، بسبب أن هذا الأمر قد يتسبب فى أزمة دبلوماسية مع نظام الرئيس مبارك، موضحاً بأن المصريين لن يشعروا بالسعادة لاستقبال جمال على أراضيهم غير معروفة المصدر، خشية أنها قد تكون حاملة للأمراض، فإذا ما بدأت "إسرائيل" فى طرد الجمال إلى الأراضي المصرية مرة أخرى من الممكن أن تندلع حرب جديدة بين القاهرة وتل أبيب. كما أكد المسئول "الإسرائيلي" فى تصريحات خاصة لصحيفة معاريف قائلاً:-"إن طرد الجمال إلى الأراضي المصرية مرة أخرى قد يتسبب فى أزمة دبلوماسية، لذا نكون مضطرين لقتلها، من منطلق أنها قد تكون حاملة للأمراض تمثل خطورة على صحة الإنسان".