جوائز الفاتح المرتبكة تعود بعد احتجاب حاملة بصمات التوريث
31 ديسمبر 2009 by: trtr388وفقا لصحيفة الجماهيرية فقد تم الإعلان عن الفائزين بجائزة الفاتح التقديرية والتشجيعية، في احتفال نظم بمدينة الزاوية، حيث منحت الجائزة في ستة عشر مجالا أدبيا وفنيا ووصل عدد الفائزين بالجائزة التقديرية 39 شخصا، منهم الدكتور المهدي امبيرش أحد منظري اللجان الثورية، وأمين مجمع اللغة العربية، الدكتور علي خشيم، والأمين العام السابق لرابطة الكتاب الليبيين، أمين مازن، ووزير الخارجية السابق، عبد الرحمن شلقم، بالإضافة إلى المستشار في صحيفة أويا التابعة لسيف الإسلام القذافي، كامل عراب
كما منحت جائزة للشاعر محمد الفيتوري، الذي سبق له الحصول على جائزة صدام حسين، بينما مـُنحت الجائزة التشجيعية لأحد عشر شخصا، أبرزهم الشاعرين مفتاح العماري، ومحمد الفقيه صالح، والشاعرة أسماء الطرابلسي.
جوائز مرتبكة
بهذا تكون الجائزة المثيرة للجدل قد تحاشت من اعتذر مسبقا عن قبولها. وكان أول المعتذرين الروائي وأستاذ العلوم السياسية ببنغازي الدكتور صالح السنوسي. كما أعلن الكاتب والطبيب الدكتور محمد المفتي، في مقال نشر بصحيفة قورينا عن اعتذاره لقبول الجائزة، "لأنني أشـعر أن غيري من المبدعين الشباب الواعدين هم أكثر حـاجـة ويسـتحـقون التشـجيع أكثر ممن هم في سـنـّي !"،
وكان الدكتور المفتي مرشحا للجائزة التشجيعية، بينما رشح السنوسي لجائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله، ولكن السنوسي لم يوضح سبب رفضه قبول الجائزة.
وكانت لجنة الجائزة قد اتصلت بالمرشحين الذين يفوق عددهم الخمسين، وطلبت منهم التوجه إلى طرابلس قبل 31 من الشهر الجاري، ويبدو أن اللجنة حريصة على إعلان الفائزين بالجائزة بعد وصولهم إلى العاصمة، وإعلان موافقتهم على قبولها، خوفا من أن يحدث ما حدث لجائزة القذافي للآداب، البالغ قيمتها 200 ألف دولار، التي رشح لها الكاتب الأسباني، خوان غويتسولو في أغسطس الماضي، ولكن غويتسولو أعلن من مقر إقامته في مدينة مراكش المغربية عن رفضه قبول الجائزة، وهو ما جعل المنظمين يلغون الجائزة من الأساس، وينكرون أن غويتسولو كان مرشحا لها من البداية.
احتجاب
بعد احتجاب استمر عشر سنوات تعود الجائزة بصورة منقحة، إذا أضيف لها الجائزة التشجيعية، بالإضافة إلى الجائزة التقديرية التي تمنح لمن هم أكبر من أربعين عاما، بينما تمنح التشجيعية لمن هم فوق الواحد والعشرين عاما، وتبلغ قيمتها عشرة آلاف دينار ليبي، وهو ما جعل الدكتور المفتي يعتذر عن الجائزة، فقد رشح للجائزة التشجيعية بالرغم من أنه كاتب مخضرم تجاوزت تجربته الأربعين عاما. كما أن نوري ضوء الحميدي، وزير الثقافة السابق، والأمين الحالي لمؤسسة الثقافة، الذي كان وراء عودة الجائزة، عمل على توسيع الجائزة بفرعيها لتشمل خمسين شخصا في كل عام.
مرتب مدى الحياة
وكانت الجائزة التقديرية قد منحت للمرة الأولى زمن وزيرة الإعلام والثقافة السابقة فوزية شلابي، وتحصل عليها في العام الأول كل من، خليفة التليسي، علي مصطفى المصراتي، خديجة الجهمي، الشاعر حسن السوسي، وأبو بكر تومية، كما منحت في السنوات اللاحقة إلى كل من الروائي إبراهيم الكوني، والكاتب يوسف القويري، ورسام الكاريكاتير محمد الزواوي، بالإضافة إلى الشاعرين الراحلين علي صدقي عبد القادر، وعلي الفزاني، وعدد من الفنانيين.
سجناء سابقون
تبلغ قيمة الجائزة 25 ألف دينار ليبي، بالإضافة إلى راتب شهري مدى الحياة، ويلاحظ هذا العام أن من بين المرشحين كتابا كانوا مصنفين كمعارضين، وبعضهم زج به في السجن لسنوات طويلة، مثل الدكتور محمد المفتي، وإدريس المسماري، والشاعر راشد الزبير، أو صنفوا كإصلاحيين مثل الدكتور نجيب الحصادي، أستاذ الفلسفة بجامعة بنغازي، والشاعر سالم العوكلي، أمين بيت درنة الثقافي الذي حاولت جهات قريبة من اللجان الثورية منعه خلال هذا العام،
بعض الرافضين للجائزة برروا موقفهم بسبب سوء التنظيم، ومن بينهم الدكتور المفتي الذي جاء في مقاله "وعموما ما شاب هذه السنة من ارتباكات، يجب أن يكون عاملا على تشكيل لجنة معروفة، وتيسير إجراءات الترشيح بما في ذلك إعلان ما قدمه كل مرشح من جـهـد فني وأدبي أو علمي". ولكن مجرد الاعتذار على قبول جائزة تحمل اسم الفاتح، يعتبر شيء جديد في ليبيا، التي تمنع فيها الاستقالة، وخاصة إذا كانت احتجاجا على أي شيء.
بصمات الوريث
بعض المراقبين يقول إن توسيع الجائزة واختيار أسماء جديرة بالتكريم، نظرا لمكانتها الإبداعية المرموقة، ومواقفها المبدائية من مسألة الحريات، ومنهم من يدافع عن علنا عن القيم الديمقراطية، والمجتمع المدني، إنما يقف خلفه سيف الإسلام القذافي، الذي تناقش المؤتمرات الشعبية مسألة تعيينه في منصب "رئيس الدولة"، بحيث يستطيع الإشراف على الحكومة، وأيضا مؤتمر الشعب العام، وأنه بهذا يحاول بناء مصداقية له بين المثقفين والمبدعين الليبيين، واستقطابهم في صفه، في مواجهة ما يسمى بالحرس القديم. وسينظم يوم الحادي والثلاثين من الشهر الجاري احتفالا بالعاصمة طرابلس لتسليم الجائزة.
يذكر أن هناك جائزة أخرى بنفس الاسم تمنح لحفظة القرآن، كما منحت جائزة "القذافي لحقوق الإنسان" التي يشرف عليها الرئيس الجزائري السابق، أحمد بن بلا، إلى عدد من الشخصيات المرموقة، مثل الرئيس نيلسون مانديلا، وأحيانا منحت إلى شعب كامل، مثل شعب الهنود الحمر، وأطفال الانتفاضة، وتبلغ قيمة الجائزة ريع مليون دولار
الهدهد
كما منحت جائزة للشاعر محمد الفيتوري، الذي سبق له الحصول على جائزة صدام حسين، بينما مـُنحت الجائزة التشجيعية لأحد عشر شخصا، أبرزهم الشاعرين مفتاح العماري، ومحمد الفقيه صالح، والشاعرة أسماء الطرابلسي.
جوائز مرتبكة
بهذا تكون الجائزة المثيرة للجدل قد تحاشت من اعتذر مسبقا عن قبولها. وكان أول المعتذرين الروائي وأستاذ العلوم السياسية ببنغازي الدكتور صالح السنوسي. كما أعلن الكاتب والطبيب الدكتور محمد المفتي، في مقال نشر بصحيفة قورينا عن اعتذاره لقبول الجائزة، "لأنني أشـعر أن غيري من المبدعين الشباب الواعدين هم أكثر حـاجـة ويسـتحـقون التشـجيع أكثر ممن هم في سـنـّي !"،
وكان الدكتور المفتي مرشحا للجائزة التشجيعية، بينما رشح السنوسي لجائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله، ولكن السنوسي لم يوضح سبب رفضه قبول الجائزة.
وكانت لجنة الجائزة قد اتصلت بالمرشحين الذين يفوق عددهم الخمسين، وطلبت منهم التوجه إلى طرابلس قبل 31 من الشهر الجاري، ويبدو أن اللجنة حريصة على إعلان الفائزين بالجائزة بعد وصولهم إلى العاصمة، وإعلان موافقتهم على قبولها، خوفا من أن يحدث ما حدث لجائزة القذافي للآداب، البالغ قيمتها 200 ألف دولار، التي رشح لها الكاتب الأسباني، خوان غويتسولو في أغسطس الماضي، ولكن غويتسولو أعلن من مقر إقامته في مدينة مراكش المغربية عن رفضه قبول الجائزة، وهو ما جعل المنظمين يلغون الجائزة من الأساس، وينكرون أن غويتسولو كان مرشحا لها من البداية.
احتجاب
بعد احتجاب استمر عشر سنوات تعود الجائزة بصورة منقحة، إذا أضيف لها الجائزة التشجيعية، بالإضافة إلى الجائزة التقديرية التي تمنح لمن هم أكبر من أربعين عاما، بينما تمنح التشجيعية لمن هم فوق الواحد والعشرين عاما، وتبلغ قيمتها عشرة آلاف دينار ليبي، وهو ما جعل الدكتور المفتي يعتذر عن الجائزة، فقد رشح للجائزة التشجيعية بالرغم من أنه كاتب مخضرم تجاوزت تجربته الأربعين عاما. كما أن نوري ضوء الحميدي، وزير الثقافة السابق، والأمين الحالي لمؤسسة الثقافة، الذي كان وراء عودة الجائزة، عمل على توسيع الجائزة بفرعيها لتشمل خمسين شخصا في كل عام.
مرتب مدى الحياة
وكانت الجائزة التقديرية قد منحت للمرة الأولى زمن وزيرة الإعلام والثقافة السابقة فوزية شلابي، وتحصل عليها في العام الأول كل من، خليفة التليسي، علي مصطفى المصراتي، خديجة الجهمي، الشاعر حسن السوسي، وأبو بكر تومية، كما منحت في السنوات اللاحقة إلى كل من الروائي إبراهيم الكوني، والكاتب يوسف القويري، ورسام الكاريكاتير محمد الزواوي، بالإضافة إلى الشاعرين الراحلين علي صدقي عبد القادر، وعلي الفزاني، وعدد من الفنانيين.
سجناء سابقون
تبلغ قيمة الجائزة 25 ألف دينار ليبي، بالإضافة إلى راتب شهري مدى الحياة، ويلاحظ هذا العام أن من بين المرشحين كتابا كانوا مصنفين كمعارضين، وبعضهم زج به في السجن لسنوات طويلة، مثل الدكتور محمد المفتي، وإدريس المسماري، والشاعر راشد الزبير، أو صنفوا كإصلاحيين مثل الدكتور نجيب الحصادي، أستاذ الفلسفة بجامعة بنغازي، والشاعر سالم العوكلي، أمين بيت درنة الثقافي الذي حاولت جهات قريبة من اللجان الثورية منعه خلال هذا العام،
بعض الرافضين للجائزة برروا موقفهم بسبب سوء التنظيم، ومن بينهم الدكتور المفتي الذي جاء في مقاله "وعموما ما شاب هذه السنة من ارتباكات، يجب أن يكون عاملا على تشكيل لجنة معروفة، وتيسير إجراءات الترشيح بما في ذلك إعلان ما قدمه كل مرشح من جـهـد فني وأدبي أو علمي". ولكن مجرد الاعتذار على قبول جائزة تحمل اسم الفاتح، يعتبر شيء جديد في ليبيا، التي تمنع فيها الاستقالة، وخاصة إذا كانت احتجاجا على أي شيء.
بصمات الوريث
بعض المراقبين يقول إن توسيع الجائزة واختيار أسماء جديرة بالتكريم، نظرا لمكانتها الإبداعية المرموقة، ومواقفها المبدائية من مسألة الحريات، ومنهم من يدافع عن علنا عن القيم الديمقراطية، والمجتمع المدني، إنما يقف خلفه سيف الإسلام القذافي، الذي تناقش المؤتمرات الشعبية مسألة تعيينه في منصب "رئيس الدولة"، بحيث يستطيع الإشراف على الحكومة، وأيضا مؤتمر الشعب العام، وأنه بهذا يحاول بناء مصداقية له بين المثقفين والمبدعين الليبيين، واستقطابهم في صفه، في مواجهة ما يسمى بالحرس القديم. وسينظم يوم الحادي والثلاثين من الشهر الجاري احتفالا بالعاصمة طرابلس لتسليم الجائزة.
يذكر أن هناك جائزة أخرى بنفس الاسم تمنح لحفظة القرآن، كما منحت جائزة "القذافي لحقوق الإنسان" التي يشرف عليها الرئيس الجزائري السابق، أحمد بن بلا، إلى عدد من الشخصيات المرموقة، مثل الرئيس نيلسون مانديلا، وأحيانا منحت إلى شعب كامل، مثل شعب الهنود الحمر، وأطفال الانتفاضة، وتبلغ قيمة الجائزة ريع مليون دولار
الهدهد
