أرض سودانية «تتفجر» ذهباً... وغرائب!

02 ديسمبر 2009 by: trtr388



توجهت جموع غفيرة من السودانيين، من ولايات عدة، إلى ولاية نهر النيل (شمال السودان)، حالمة بقطعة ولو صغيرة من «الذهب» الذي اشيع أخيراً انه اكتشف بكثرة في وديان المنطقة، ليس في باطن الأرض، ولكن على سطحها!
حكايات كثيرة لا تعوزها الغرائبية، سردها بعضهم، سواء ممن عادوا من هناك أو من الراغبين في الذهاب. لكنها في معظمها تنتهي بأهمية الحصول على جهاز لكشف الذهب «GBX» يحدد نطاقاً معيناً للتنقيب ويقترح عمقاً محدداً للحفر. فمن امتلكوا هذا الجهاز الذي يصل سعره إلى 40 مليون جنيه سوداني (16 مليون دولار) «حصلوا على مبتغاهم بسرعة وباعوه لأشهر تجار الذهب في السودان. وهؤلاء جاؤوا بكثافة مع حراسهم وجلسوا في سياراتهم الممتلئة بالبلايين حول أكوام المنقبين!


كثر ذهبوا إلى المنطقة من دون هذا الجهاز، وبحثوا بآلات حفر تقليدية وما خاب سعيهم. لكن هول المفأجاة ذهب بعقول بعضهم، فثمة اخوان وجدا برميلاً ممتلئاً بالذهب احدهما راح يصرخ: « دهب ، دهب». بينما فرّ الآخر عن المنطقة وهو.. يبكي! وثمة رجل عاطل من مدينة كسلا قدم إلى المنطقة وما هي إلا ساعة من البحث حتى وجد نفسه يسأل تاجر الذهب عما اذ كانت القطعة التي حصل عليها تساوي شيئاً. وهاله ان التاجر قال له انها تساوى: عربيتين (سيارتين)، وسلمه 120 مليون جنيه كمقابل. لكنها لم تنفعه اذ ان الرجل طفق منذ ذلك اليوم لا يردد إلا كلمة واحدة هي: عربيتين...عربيتين!


الحكاية الثالثة لا تقل درامية، إذ قالوا إن شاباً قدم من الخليج بعد رحلة اغتراب خائبة. وفيما هو ينفق ساعاته في الشارع متردداً في الذهاب الى عائلته خالي اليدين، سمع بخبر الذهب فزاد على ايام اغترابه رحلة محلية بما تبقى لديه من مال. وفيما هو راقد ورأسه على حجر وسط المنقبين المنتشرين في جهات المنطقة، اذ بإثنين يقفان امامه ويسألانه عن المبلغ الذي يريده مقابل الذهب الذي تحته. جهاز الكشف الذي بحوزتهما دلهما إلى الموقع. فراح يفاوضهما كأنه يعلم بالأمر وكأن رقدته حراسة لحظه الذهبي أو لانتظار من يشتري. ثمة حكايات أخرى، لكن في غالبيتها تنتهي إلى ان ثمة «جان» يسكن المنطقة! وهو ما لم تخشه الأسر التي تسكن في الجوار، إذ تبادلت الرسائل والمكالمات الهاتفية مع أهاليها في الولايات الأخرى، تحثها على القدوم لتشاركها في التنقيب، وسرعان ما تحولت تلك الأنحاء القاحلة منطقة شبه مزدهرة بالحركة والتجارة، وارتفع سعر «جركانة» الماء إضافة الى الطعام والمكيفات!


على الصعيد الرسمي تسبب الاكتشاف الشعبي في خلافات بين السلطات الولائية والاتحادية حول ملكية المنطقة وحق التصرف في معادنها. وذكرت تقارير في الصحف المحلية ان وزير الطاقة السوداني اتهم الولاية بالتعدي على اختصاص وزارته بمنحها تراخيص للتنقيب اليدوي، والصغير والمتوسط عن الذهب. وقال: التنقيب شأن اتحادي ولا يحق للولايات». لكن سلطات الولاية رأت ان الاكتشاف انعش المنطقة وساعد في تحسين الأوضاع المعيشية لسكانها.


وتمنح السلطات الولائية المواطنين تراخيص «تعدين افراد» تبدأ بـ 7 ملايين جنيه وقد تصل إلى 30 مليوناً مع كامل الإجراءات وتساعدهم ببعض المعينات كما توفر لهم مختصاً في الجيولوجيا.


لكن اختصاصيين في الجيوليوجيا حذروا من الأخطار الصحية التي قد يسببها البحث اليدوي عن الذهب. ويقول وليد القرشي وهو مهندس تعدين في شركة (الصخرة الحمراء) التي تعمل في المنطقة لـ «الحياة»: ان استخدام الزئبق «حرقه لفرز الذهب» يتسبب في مشكلات كثيرة فاستنشاقه يبلد أدمغة الأطفال بسرعة وقد يتسبب في فقدان الخصوبة بالنسبة الى الرجال، كما ان التربة المعدنية غنية بالسموم المضرة بصحة الإنسان».


الحياة

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: