القاهرة شهدت 14 ألف محاولة انتحار

02 ديسمبر 2009 by: trtr388



تشهد صفحات الحوادث في الصحف المصرية أسبوعياً على تفاقم ظاهرة الانتحار خصوصا بين الشباب. الأسبوع الماضي فقط تحدثت وسائل الإعلام عن أكثر من خمس حالات انتحار، فضلاً عن الوقائع الكثيرة التي لم تصل إليها وسائل الإعلام، وإذا كان الفقر هو السبب الرئيسي فيها، فإن الحب هو السبب الرئيسي الثاني في تزايد هذه الظاهرة الخطيرة.


أبوطالب فتحي جابر (29 سنة) كان يعمل نقاشاً قبل أن يُلقي نفسه من الدور الخامس، ليلة وقفة العيد، وأفاد شقيقه بأنه كان يعاني حالة نفسية سيئة بسبب ضائقة مالية ألمت به قبل شهور، حيث كان من المقرر أن يتم مراسم زواجه في عيد الأضحى، ولأنه لم يعد قادراً على موجهة الفشل قرر أن يتخلَّص من حياته.


محمد حسين (35 سنة) حاصل على ليسانس آداب منذ عام 1998 وظل يعمل منذ هذا التاريخ في مهنة «حداد مسلح» بإحدى قرى محافظة بني سويف (120 كيلومتراً جنوب القاهرة)، قبل أن ينتحر ممزقاً شرايين يده اليمنى، لكن العناية الإلهية أرسلت من قام بإنقاذه ونقله إلى المستشفى لإجراء الإسعافات الأولية.


شقيقه فسر سبب محاولة الانتحار بإحساس خريج الجامعة بالإهانة، لأنه يعمل حداد مسلح وفشله في الحصول على فرصة عمل مناسبة لتعليمه الجامعي ومروره بضائقة مالية شديدة.


ووفقًا لإحصائية حكومية‏ أصدرها مركز السموم في القاهرة فإن 14 ألف محاولة انتحار تمت في عاصمة مصر عام 2008، مات منهم ‏4‏ آلاف شخص وتم إنقاذ الباقين، ووصلت نسبة المنتحرين في الفئة العمرية من ‏15‏ إلى ‏25‏ سنة إلى ‏66.6‏ في المئة وفي الفئة العمرية من‏ 25‏ إلى 40‏ عاما إلى 27 في المئة من إجمالي حالات الانتحار‏.‏


أستاذ علم الاجتماع بجامعـــة قنــــاة الســـويس د. أحمد يحيى فسَّر لـ«الجريدة» جزءاً من أسباب تفاقم الظاهرة، قائلاً: «المشكلات الاقتصادية والعاطفية أحد أهم العوامل الدافعة الى الانتحار في مصر، فالفشل في الحب وتحقيق الآمال المرتبطة به وعدم القدرة على توفير الحدود الدنيا والاحتياجات الأساسية لمتطلبات الحياة تشكل أسباباً رئيسية للانتحار، بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي».


وكشف يحيى مفاجأة، بقوله إن الانتحار ليس مقصورا على فئة معينة ويزداد بين الشباب أكثر من كبار السن، ويزداد بين الذكور أكثر من الإناث، وأنه ليس مقصورا على الدول الفقيرة فأغنى الدول تعاني هذه المشكلة بكثافة، لأنها مرتبطة بما يعرف بالمناخ الاجتماعي العام الذي يشجع إما على التفاؤل أو الإحباط.


وقال يحيى: «الدولة هي المسؤول الأول عن تهيئة مناخ الرضا الاجتماعي في المجتمع، فمن غير المقبول ألا يجد شاب في مقتبل حياته الحدود الدنيا للحياة البسيطة من موارد للدخل والزواج».



الجريدة

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: