غرناطة - قصيدة نزار بصوته

06 ديسمبر 2008 by: trtr388





يقول شاعر أندلسي "غرناطة ما لها مثيل"، بينما يقول المثل الإسباني "كل شيء ممكن في
غرناطة"، وبالفعل، فإن غرناطة (جنوب إسبانيا)، لها نكهة خاصة ليس فقط بين العرب
والإسبان، إنما الأجانب أيضا.
وهي عند العرب تمثل قطبين متناقضين، الأول قمة
المجد، والثاني الانهيار المطلق، إذ بقيت هذه المملكة تقاوم بعد سقوط جميع الممالك
العربية في إسبانيا، حتى غدت المملكة العربية الوحيدة في أوروبا، إلى أن انهارت
أمام حصار الجيوش الإسبانية والأوروبية عام 1492م، وشكل سقوطها صدمة عنيفة لدى
العرب والمسلمين، ولا يزال اسم غرناطة يشكل رمزاً تاريخياً وأدبياً مهماً لدى
المفكرين العرب حتى اليوم. أما بالنسبة للإسبان، فإن سقوطها بيدهم يعني بداية بناء
مجدهم وحضارتهم


من مقال "غرناطة مدينة الأجداد" - جريدة الشرق الاوسط



قصيدة الشاعر نزار قبانى التى تحمل اسم " غرناطة"

واحدة من القصائد التى تلمس جُدر النفس وتدغدد الاحساس وتثير كوامن الاسى



اترككم مع القصيدة:


في مدخل " الحمراء " كان لقاؤنا

مـا أطيـب اللقيـا بـلا ميعـاد
عينـان سـوداوان فـي حجريهمـا


تتوالـد الأبعـاد مـن أبعـاد
هل أنـت إسبانيـة؟ ساءلتهـا


قالـت: وفـي غرناطـة ميـلادي
غرناطة!؟


وصحت قرون سبعة

في تينـك العينيـن. بعـد رقـاد
وأميـة راياتهـا مرفـوعـة


وجيـادهـا موصـولـة بجـيـاد
ما أغرب التاريخ كيف أعادنـي


لحفيـدة سمـراء مـن أحفـادي
وجـه دمشقـي رأيـت خلالـه


أجفـان بلقيـس وجيـد سـعـاد
ورأيت منزلنا القديم وحجـرة


كانـت بهـا أمـي تمـد وسـادي
والياسمينـة، رصعـت بنجومهـا


والبركـة الذهبيـة الإنـشـاد
ودمشق أين تكون؟ قلت ترينها


في شعرك المنسـاب نهـر سـواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي


ما زال مختزنا شموس بـلادي
في طيب " جنات العريف " ومائها


في الفل ، في الريحان، في الكباد
سارت معي .. والشعر يلهث خلفها


كسنابل تركت بغيـر حصـاد
يتألق القـرط الطويـل بجيدهـا


مثـل الشمـوع بليلـة الميـلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي


وورائي التاريـخ .. كـوم رمـاد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها


والزركشات علـى السقـوف تنـادي
قالت : هنا الحمراء .. زهو جدودنا


فأقرأ على جدرانهـا أمجـادي
أمجادها!!


ومسحت جرحا نازفا

ومسحـت جرحـا ثانيـا بفـؤادي
يا ليـت وارثتـي الجميلـة أدركـت


أن الذيـن عنتهـم أجـدادي
عانقت فيها عندما ودعتهـا


رجـلا يسمـى " طـارق بـن زيـاد"








استمع اليها الان


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: