مصر من سىء الى اسواء - سوء ادارة ام سوء حظ

30 أبريل 2009 by: trtr388



فى أسبوع واحد احتلت مصر المركز الأول فى الإصابة
بإنفلونزا الطيور وخرجت تماما من تصنيف أفضل خمسمائة جامعة فى العالم، ليس ذلك سوء
حظ بطبيعة الحال، ولكنه سوء إدارة وترتيب


كتب - فهمى هويدى - فى جريدة الشروق


لن نفصل فى مسألة الإصابة بإنفلونزا الطيور التى أفاضت الصحف المصرية فى الحديث عنها طيلة الأيام الماضية، لكن ما يحتاج إلى بعض التفصيل هو الشق الخاص بالفشل الأكاديمى الذريع الذى شهد به تصنيف الجامعات الأفضل فى العالم، وهو ما صدمنا به زميلنا الأستاذ لبيب السباعى حين نعى إلينا الخبر فى الأهرام «عدد 27/4»، وأرفقه ببعض البيانات التى تملؤنا شعورا بالحسرة والغضب. كنت قد كتبت قبل أيام عن بعض مظاهر تخريب التعليم فى مصر، وجاء التقرير الدولى الذى نحن بصدده لكى يعلن إحدى النتائج التى حققها ذلك التخريب. وقد عبرت فيما أشرت وقتذاك عن الدهشة إزاء سكوت المسئولين عما يحدث فى ذلك القطاع، الذى هو فى تماس مباشر مع الأمن القومى للبلد، باعتبار أن ضحايا آثاره المدمرة هم الأجيال الجديدة، ها نحن نجد أن المأساة ذاتها تتكرر مع التعليم الجامعى، إذ حين أعلن قبل ثلاث سنوات أن جامعة واحدة فى مصر هى جامعة القاهرة قد أصبحت فى مركز متأخر ضمن الجامعات المحترمة، وهى التى ظلت منارة للمعرفة فى العالم العربى على الأقل، فإن ذلك الفقر العلمى لم يحرك شيئا فى بر مصر. بالتالى ظل مؤشر التدهور يستمر فى الهبوط حتى خرج التعليم الجامعى تماما من المنافسة، فى الوقت الذى وجدنا فيه أن الآخرين لا يتوقفون عن الصعود ويصرون عليه. وهذا الذى حدث للجامعات المصرية يستحق استنفارا مماثلا من جانب الغيورين على التعليم والمستقبل والأمن القومى للبلد. ولكن يبدو أن ثمة مشكلة فى العثور على هذا الصنف من الناس، أو أنهم موجودون فعلا ولكنهم مشغولون بأمور أخرى. هذه البلادة التى نتعامل بها مع ملف التعليم ليست حكرا عليه فقط، لأننا نرى تجسيدا لها فى التعامل مع إنفلونزا الطيور، التى كانت شبحا يلوح فى الأفق منذ سنتين، وتحولت مع اللامبالاة والتراخى المشهودين إلى خطر داهم يهدد البلاد والعباد.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: