الصحافة والاعلام المصرى وكيف تعامل مع الحدث

21 مايو 2009 by: trtr388


حملت تغطية الصحف المصرية- الصادرة يوم الأربعاء-
للوفاة المفاجئة لحفيد الرئيس المصري مفارقة غريبة، ففي الوقت الذي خصصت فيه بعض
الصحف المستقلة والمعارضة مساحات واسعة نشرت فيها مقالات متعاطفة ومواسية لعائلة
الرئيس لم يكن في الصحف الرسمية والمقربة من الحكومة المساحات
ذاتها.

هذا وإن تماثل الجميع في نشر صورة الأب علاء و العم جمال وهما يحملان جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بعد الصلاة عليه في الصفحة الأولى وبشكل بارز.
وعلى الرغم أن كل مانشر في هذه الصحف لم يجب على أسئلة المصريين العديدة حول طبيعة وفاة الحفيد ومدي تأثير الحادث على أداء القصر الرئاسي في الفترة المقبلة، خاصة الزيارات المهمة التي يجب أن يقوم بها الرئيس، إلا أنها عبرت-برغم اختلاف المواقف السياسية مع الحكومة- عن احترام مشاعر الموت دون تمييز لمكانة من ألمت به مصيبته أو قدر الاختلاف معه.
إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة (الدستور) وأحد أشد الصحفيين المعارضين لحكم الرئيس مبارك عنون مقاله الافتتاحي بـ "ليس كمثله حزن"، وكتب "قلبي مع الرئيس مبارك في هذه اللحظات الحزينة، أعرف هذه اللحظات فقد جربتها منذ سنوات حين اختار ربي طفلي الأول فكأنما نزع الموت من روحي شيئا لم يعد بعدها أبدا وهي لحظات تمر على الرئيس الأب و الجد أكثر قسوة مما يتخيل أي إنسان على وجه الأرض".
وينهي عيسى مقاله بالقول "الرئيس في هذه اللحظة الحزينة، يجب أن يشعر أننا جميعا - معارضيه قبل مؤيديه - نشاطره جرحه ونقتسم معه حزنه و نتقاسم معه هذه المشاعر المؤلمة".
ربان السفينة
يشاطر الصحفي نبيل شرف الدين في جريدة (المصري اليوم) المستقلة -التي نشرت تغطية واسعة لموضوع وفاة حفيد الرئيس- إبراهيم عيسى في أن المصريين في لحظة الموت "يتحولون لعائلة واحدة".
وكتب شرف الدين" لعلها الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تصحو وتنام شوارعها وصحفها ومقاهيها ودواوينها، على توجيه أقسى ألفاظ النقد، بل السخرية الجارحة أحياناً من الحاكم، مهما كانت صفته، عندما كان فرعوناً، وحين أصبح ملكاً، وحتى صار رئيساً، ومع ذلك يلتف هذا الشعب حول حاكمه، فى أوقات المحن والمخاطر، لأنهم فى هذه اللحظة يرون الحاكم أباً ورب العائلة، وربان السفينة التى ينبغى أن ترسو على مرفأ".
أما لميس الحديدي في المصري اليوم أيضا فعنونت مقالها بعنوان (اتركوه يحزن)، وقالت عن زيارة الرئيس مبارك المهمة بعد طول انقطاع عن الولايات المتحدة "كم أتمنى أن يتخذ الرئيس قراراً بإلغاء رحلته إلى الولايات المتحدة، كم أتمنى أن يساعده من حوله على ذلك، فمن حق الرجل أن يحزن، من حق الرجل أن يتحرر من مسؤولياته ولو لأيام قليلة، وسيتفهم الجميع فى مصر وفى الولايات المتحدة أيضاً."
تعليمات مشددة
وتقول صحيفة المصري اليوم إنها علمت بأن الرئيس مبارك أعطى تعليمات مشددة إلى الجهات المختصة فى الصحف القومية، بعدم نشر أى مشاطرات لتعازيه شخصيا أو أى أحد من أفراد عائلته فى وفاة حفيده.
وتضيف الصحيفة أنها "بالفعل راجعت الإدارات المسؤولة عن صفحات النعى والتعازى بالصحف المختلفة، أصحاب إعلانات المشاطرة والتعازى، حيث تم سحبها بالكامل".
وتتابع الصحيفة أن كبار المسؤولين ورجال الأعمال والشخصيات العامة، استبدلوا إعلانات النعى والمشاطرات ببرقيات التعازى.
أما الصحف القومية فقد كررت عبارة "الرئيس يحتسب عند الله حفيده محمد علاء حسني مبارك" في مانشيتاتها الرئيسية.
صحيفة "الجمهورية" نشرت خبرا عن إلغاء مدينة الانتاج الإعلامي الحفل الفني الذي كانت ستقيمه مساء اليوم علي هامش اجتماع الانتاج الإعلامي العربي كما تم تغيير خريطة برامج التليفزيون واستبدال الأفلام والمسلسلات بالأفلام التسجيلية والمسلسلات والبرامج الدينية.
"غلو الاعلام"
وعلى صعيد المواقع الالكترونية أنشأ المصريون العديد من المجموعات على موقع فيس بوك لتقديم التعازي إلى الرئيس المصري ومواساته.
لكن هناك من المدونات الالكترونية من انتقدت "غلو" الإعلام المصري في إظهار المواساة للرئيس المصري من خلال تكثيف الأغاني الدينية والأدعية وتحويل كثير من البرامج الحوارية إلى استضافة شيوخ وعلماء دين يتحدثون عن الموت و الصبر في المصائب.
ومنهم من وصف ما يقدم في وسائل الإعلام الرسمية على أنه فيلم هزلي اسمه" الحفيد".
ويقارن بعض المدونين بين تعامل وسائل الإعلام في حالة وفاة حفيد الرئيس من جانب وبعض الكوارث التي حلت بمصر و راح ضحيتها المئات من أبناء الشعب مثل حادثة احتراق قطار الصعيد أو غرق العبارة السلام في البحر الأحمر أو دفن العشرات تحت صخور هضبة المقطم أو ضحايا حرب غزة و الذين تجاوزوا الألف.

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: