مهندس مصري يحول القمامة إلى مصدر للطاقة

21 يناير 2010 by: trtr388



أصبح تحويل المخلفات إلى طاقة متجددة مهمة مقدسة لمهندس مصري شاب.


واستوحى حنا فتحي الذي يقيم في حي منشية ناصر بالقاهرة الفكرة من المكان الذي يسكنه والمعروف باسم مدينة القمامة حيث يأمل أن يحول تجربة صغيرة بدأها فوق سطح منزله إلى مصنع كبير لتوليد الطاقة.


وعقب تخرج فتحي من كلية الزراعة بجامعة عين شمس قرر مدفوعاً ببعض المفاهيم التي تعلمها في الجامعة أن يستخدم مخلفات منزله مادة خام في عملية لإنتاج غاز يصلح للطهي والتسخين علاوة على منتج جانبي هو سماد عضوي سائل يمكن استخدامه لتغذية النباتات ليستغل بذلك كل عنصر مستغنى عنه يلقى في مستودعات القمامة، ويحرق في نهاية الأمر خارج العاصمة
وقال فتحي، "من الممكن أن نستخرج من القمامة سماد عضوي لأنها خارجة من نبات عادي، وأيضاً نستطيع استخراج غاز الميتان لمواقد الطهي للطبخ أو التسخين. ومن تحويل الغاز نفسه إلى كهرباء."


ويتكون مصنع فتحي المصغر الموجود فوق سطح مسكنه بأحد المباني في القاهرة القديمة من صهريج كبير يضع فيه مخلفات المنزل ومنها قطع البلاستيك وبواقي الطعام ومخلفات حيوانية ليمتلىء الخزان بالبكتريا التي تنتج عن المخلفات المتراكمة ومنها البلاستيك.


والصهريج موضوع عند حافة سطح منزل فتحي وموصل به أنبوب يصب من خلاله في الصهريج مسحوق البلاستيك المخلوط ببقايا الطعام.


ويعتقد فتحي أنه إذا نفذت تجربته على نطاق أكبر، فيمكن أن يستفيد منها الكثير من المصريين، وأن تساهم في خفض تكاليف المعيشة خاصة مع التراجع الاقتصادي العالمي وارتفاع معدل البطالة والفقر في مصر أكثر الدول العربية سكاناً.


وفرضت الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة خطة يدفع بها السكان رسوم استهلاك الكهرباء وجمع القمامة في حساب واحد. وأثارت الخطة غضباً خاصة بعد أن أسندت الحكومة جمع القمامة إلى شركة لم تتمكن فيما يبدو من التعامل مع الكمية المطلوب جمعها. وكان سكان مدينة القمامة على مدى سنوات طويلة يجمعون نحو 80 في المائة من قمامة العاصمة المصرية ويتولون إعادة تدويرها.


ويعتقد فتحي أن فكرته ستتيح الاكتفاء الذاتي والاقتصاد في كلفة الطاقة والتخلص من القمامة، فهو لم يدفع شيئاً مقابل الغاز أو التدفئة في السنوات القليلة الماضية.


وذكر فتحي، إن الطقس يتيح خيارات كثيرة من الطاقة المتجددة. ويوجد فوق سطح منزله مجموعة ألواح للطاقة الشمسية تزود منزله بالماء الساخن.


ولكن تباينت ردود الفعل على أفكار المهندس المصري المبتكر من المجتمع الذي يعيش فيه.


وتبلغ الكلفة المبدئية للصهريج والأنابيب نحو 2000 جنيه مصري (368 دولاراً) وهو مبلغ مناسب لميزانية بعض المصريين لكن يصعب على معظمهم استثماره على المدى الطويل في وقت تكافح فيه عائلات كثيرة لتوفير احتياجاتها الأساسية يوماً بيوم. ويعيش خمس سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة على أقل من دولار في اليوم.


وقالت صباح زوجة فتحي، "يقولون لي زوجك عبقري.. نود تعميم هذه الفكرة في منازلنا لو أنها مجدية. لكن هناك مشكلة التكاليف.


وذكر هاني رشدي صديق فتحي، إن أصدقائي لحد الآن غير مصدقين. وعندي مقاطع فيديو تخص تجارب فتحي على الهاتف المحمول عرضتها عليهم.. لكن لا أحد يصدق ذلك.


واقتنع زهاء 29 من أصدقاء فتحي وجيرانه بتجربة فكرته التي يأمل أن تنتشر على نطاق أوسع كثيراً.


وهدف فتحي الأكبر هو إقناع الحكومة المصرية بمنحه قطعة أرض في الصحراء ليستخدمها في تحويل مشروعه الصغير فوق سطح المنزل إلى محطة كبيرة لتوليد الطاقة يمكن أن تفيد قطاعاً واسعاً من المجتمع.



اربيان بيزنس

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: