الأميرة هيا في مصر: محمد بن راشد عظيم وفخورة بالزواج منه

19 يناير 2010 by: trtr388



الأميرة هيا ابنة ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال والملكة علياء الحسين وزوجة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات، رئيس الوزراء وحاكم دبي عن طفولتها وأسرتها في حوار نشرته جريدة "المصري اليوم" المصرية أثناء زيارتها لمصر .


وقالت :" كان والدى رحمه الله إنسانا نادرا وحياته وشخصيته لا يمكن حصرها بكلمات قليلة. وأعتقد أنه من النادر وجود رجال كثيرين ممن هم على شاكلته فى هذا العالم".


وتابعت :" كأب حرص والدى على تربيتى تربية عادية، مثلى مثل أىّ فتاة أردنية. كان يردد على مسامعى الكثير من النصائح التى جعلتنى أدرك منذ طفولتى أن الغنى الحقيقى هو غنى النفس بكل ما تحمله الكلمة من معان. كما حرص على أن يبث فىّ العديد من القيم على رأسها الاعتماد على النفس حتى إننى درست فى مدرسة داخلية بعيداً عن الوطن هى مدرسة «بادمنتون» بالمملكة المتحدة، ورغم صعوبة تلك الفترة فإنها زرعت بداخلى سمات الصبر والتحمل والمثابرة على تحقيق الهدف وهو ما ترسخ عبر تشجيع والدى لى على تعلم الفروسية بكل تفاصيلها، بدءاً من العمل فى إسطبلات الخيول،انتهاءً بتعلم قيادة شاحنات النقل الخاصة بها وهو ما أهلنى لتولى منصب رئيسة فخرية لنقابة العاملين بالنقل البرى والميكانيك. أما كقائد فقد كان رحمه الله رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معان كان سياسيا محنكاً بلا أنانية وضحى بحياته كلها خدمة لشعبه وأمته. ولم أعرف طيلة حياتى إنسانا بمثل ثقته الكاملة بالله عز وجل وإيمانه الصادق هذا عن أبى
أما والدتى الملكة علياء، فقد شاءت الأقدار أن ترحل عن الحياة وأنا بعد طفلة صغيرة فلم يتسن لى معايشتها فترة طويلة من حياتى، وأعترف أنه لا يمكن لأحد مهما كان أن يعوض غياب الأم وأفتقدها حتى يومنا هذا، وبعد أن صرت أماً لابنتى الجليلة. وأقول إن اليتم لا يفرق بين أمير وفقير، فالكل فى اليتم سواء.




وعن نظرة الملك حسين للمرأة قالت :" لقد قدم والدى الملك حسين رحمه الله، الكثير للمرأة الأردنية وقد كشف عن الهوية والقيمة والقدرات الحقيقية للمرأة فى بلادنا. وهو من أوصل النساء إلى مجلسى البرلمان والأعيان والحكومة. وبدون شك فإن حرية الإنجاز الذى تتمتع به الأردنيات فى أيامنا تنبع من رؤية والدى رحمه الله".


وفي ردها على سؤال علاقتها بالفروسية قالت :"هى علاقة قديمة بدأت منذ أن كان عمرى ست سنوات حين أهدانى والدى أول فرس سميتها بنت الريح وكانت مثلى فقدت أمها وأوكل لى مهمة الاعتناء بها ورعايتها. فوجدت فيها وفى الخَيل عموماً خير رفيق، بل وتعلمت من علاقتى بالخيول الكثير من الصفات كالمثابرة للوصول لما أطمح فيه، والحماسة والجلد، بالإضافة إلى منهجية العمل من أجل التحضير لمسابقات الفروسية".


وتابعت :" بتشجيع مستمر من والدى الملك حسين رحمه الله، نجحت فى المشاركة فى البطولات الأوليمبية لرياضة الفروسية، بل وأترأس حاليا منذ ٢٠٠٦ الاتحاد الدولى للفروسية لأكون بذلك أول شخصية عربية تتبوأ هذا المنصب العالمى. هذا غير انتخابى من قبل اللجنة الأوليمبية الدولية كى أكون أحد أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية."


وبخصوص حل مشكلة الفقر في العالم العربي قالت :"إننى على ثقة كاملة بأنه يمكننا التغلب على مشكلة الفقر فى العالم العربى والشرق الأوسط. ولكن يجب علينا أن نأخذ على محمل الجد الأهداف الإنمائية للألفية وأن نعطى التعليم والصحة والتغذية الأولوية الفعلية فى الإنفاق الحكومى. حالياً، لدينا ما يقارب ٣٠٠ مليون شخص دون سن الخامسة والعشرين ونصفهم عاطلون عن العمل، كما أن المنطقة تعتبر الأسرع من حيث نمو القوى العاملة فيها على مستوى العالم ،ولا شىء مستحيلاً لأنه إذا توافرت الإرادة والرؤية المحددة لتحقيق الهدف عندها يكون كل شىء ممكنا ومجتمعاتنا العربية تستحق ذلك".


وعن مؤسسة «تكية أم على» قالت :"حاولت السير على درب والدتى فى تقديم يد العون لكل من يحيطون بى، فتلك كانت رسالتها فى الحياة «مساعدة الآخرين». كما أنه ولولا جهود وحكمة والدى جلالة الملك حسين رحمه الله، وأخى جلالة الملك عبد الله الثانى الذى كان الداعم الأكبر لتلك الفكرة ما واصلنا عملنا وطورنا فيه.


وبالنسبة للمؤسسة فإن «تكية أم على» تعد أول منظمة عربية غير حكومية تركز بالدرجة الأولى على مكافحة الجوع وتقدم مساعدات مباشرة لثلاثين ألف شخص وثمانى وعشرين مدرسة. ويتجاوز الهدف من هذا المشروع قضية مساعدة الناس عبر تقديم الطعام لهم، لكننا نساعدهم على كسب لقمة العيش من خلال مبادرات للتوظيف وبرامج تدريبية، حتى إننا نوظف فى هذا المشروع التكنولوجيا الحديثة مثل «البطاقات الذكية» لتوزيع الأغذية وضبط جميع عناصر العملية.


وأنا فخورة بشكل خاص بإدراكنا لوجود مشكلة جوع فى الأردن لا سيما مع الارتفاع الكبير فى أسعار المواد الغذائية على الصعيد العالمى فى العام الماضى. وفى رأيى أن قضية الجوع من أخطر ما يواجه الإنسان لا فى الأردن وحدها ولكن فى كل أنحاء العالم لأنه يترتب عليه عدم إمكانية حصول الفرد على العديد من الخدمات، فكيف للطفل الذى لا يجد ما يسدّ رمقه وجوعه أن يحصل على أى نوع من التعليم أو العلاج أو الإحساس بالأمان؟ فالجوع أفظع سفاح يمكن أن نتخيله، ونتحمل جميعنا مسؤولية القضاء عليه ومواجهته بقدر ما نستطيع، كل فرد يمكنه المشاركة بطريقته الخاصة للحد من تفشى هذه الظاهرة. إن رؤية معاناة الجائعين فى مناطق عديدة بالعالم تؤكد لنا جميعاً أهمية الوقوف بجانب هؤلاء.


وعن سبب الزيارة لمصر قالت :" إن سبب زيارتى لمصر هذه الأيام ليس فقط من أجل المشاركة فى المؤتمر الطبى للدكتور مجدى يعقوب فى أسوان، ولكن كان هدفى دعم المبادرات الرامية إلى تحسين خدمات الرعاية الصحية المقدمة فى العالم العربى. بل وحشد كل الدعم المطلوب لتنفيذ البرامج والمشاريع بغية إيجاد تقدم ملموس يساهم فى تحسين نوعية الحياة للأفراد أينما كانوا."


وتابعت :" فى أفريقيا أو آسيا أو أى مكان يتطلب مد يد العون. فليس هناك أدنى شك فى إمكانية تحقيق الأفضل ولكن يتعين على الحكومات فى هذا الصدد أن تركز على الأهداف الإنمائية للألفية وأن تضع الصحة والتعليم على رأس أولوياتها حيث باتا من معايير تقدم المجتمعات،على سبيل المثال، فى دبى ينظر صاحب السمو الشيخ محمد والحكومة إلى الرعاية الصحية للأطفال على أنها أمر بالغ الأهمية ونحن نعمل على بناء مستشفى متخصص للأطفال وفق أفضل المعايير الدولية."


يجب على العالم العربى أن يضخ المزيد من الاستثمارات فى مجال الرعاية الصحية وتعليم أطفالنا لأن هؤلاء بكل بساطة هم مستقبلنا. وفى الحقيقة فإن المشوار للوصول إلى الأهداف الإنمائية للألفية التى أقرتها جميع البلدان فى عام ٢٠٠٠ طويل فى الوطن العربى وانتهز هذه المناسبة لتذكير قادة العالم العربى بالتعهدات التى قطعوها حينها تجاه أبنائهم.




استفاد العالم العربى كثيرا من مشاريع برنامج الأغذية العالمى. وفى الحقيقة، فإن معظم المستفيدين من هذا البرنامج هم من بلدان إسلامية وهناك عمليات كبيرة لتقديم المساعدات الغذائية فى السودان والصومال واليمن.


كذلك، فإن مصر وبلدى الأصلى الأردن تلقيا على مدى عقود مساعدات من برنامج الأغذية العالمى حتى تمكنا من تجاوز تلك المرحلة. كما أن برنامج الأغذية العالمية قدم مساعدات غذائية هنا فى أسوان للعائلات التى انتقلت من مناطقها بعد بناء السد العالى ولا يساورنى شك من أن برنامج الأغذية العالمية لعب دورا كبيرا فى تحسين التغذية لعشرات الملايين من الأسر العربية.


وعن قضية حقوق المرأة قالت :" ليست قضية مهملة. هناك الكثيرون ممن يذكرون بها ويعملون على تناولها وحل ما يواجهها من عوائق، لكننى أشعر بأن الجوع والفقر هما من أكثر القضايا المهملة والمهمشة فى عالمنا العربى، ولذا أحاول التركيز على المساهمة فى تقديم كل ما يمكن تقديمه لحلهما فى حياتى".


وعن مساهمة المرأة فى تغيير وجه العالم قالت :"- لقد كان والدى رحمه الله يقول لى على الدوام لو استطعت أن ترسمى كل يوم بسمة على شفاه شخص بكلمة طيبة أو بلمسة يد فهذا سيكون كافيا لتغيير العالم. أنا مع التواضع وأنظر إلى زوجى على أنه رجل عظيم وأنا فخورة للدور الذى أقوم به بدعمه والوقوف بجانبه وفى أعماقى أؤمن بأن الله عز وجل وفقنى بالزواج منه، وسموه يقوم بالكثير من المشاريع والأشياء لتغيير وجه العالم العربى لإيمانه بقوة الناس وقدراتهم وأنا أؤمن بنفس هذا المبدأ فلو عمل البشر مع بعضهم فيمكنهم تغيير هذا العالم ولا أحد يستطيع القيام بذلك بشكل منفرد".


اربيان بيزنس

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: