السعودية :رسائل إلكترونية تستغل الدين لضرب منتجات شركات منافسة

21 يناير 2010 by: trtr388




تشرت مؤخرا رسائل جوال قصيرة يتم تداولها على نحو واسع ،تحذر من استخدام بعض منتجات شركات محددة بزعم أنها تسيء إلى الإسلام، وتزعم بعض الرسائل أن كلمة Black Berry ـ على سبيل المثال ـ تسيء قراءتها بشكل مقلوب إلى الدين الحنيف، وأن المسلسل الكرتوني "عدنان ولينا" محاولة غربية لتشويه فكر المسلم، وأن شعار "سوبر ماركت" معين يدعو المسلمة بشكل خفي إلى نزع حجابها، فيما يبدو واضحاً أن الحماسة تدفع بالكثيرين لترويج هذا النوع من الرسائل.
وترى الكاتبة والناشطة الاجتماعية الدكتورة ثريا الكردي أن انتشار مثل هذه التفسيرات "يشير إلى أن هناك خطبا ما في المجتمع". وتقول: يتأثر بهذا النوع من الرسائل الشباب في المرتبة الأولى، فيما من غير المستبعد أن يكون وراء بعضها شركات تهدف إلى تشويه سمعة أخرى.
وأكدت الكردي على خطورة هذا الأسلوب الذي يستخدم الدين كسلاح لتغيير نظرة المستهلك لمنتج ما، داعية إلى " فرز هذه الأفكار، والتفكير بالعقل حول مدى صحة هذه المزاعم" موضحة أن المسؤولية يتحملها على الأخص أولياء الأمور "الذين يجب عليهم القيام بتوعية الأبناء".
وتؤكد ليلى العثمان، وهي عاملة في مجال تقنية المعلومات، انتشار العشرات من هذه الرسائل التي تتحدث عن منتجات متداولة بين الناس سواء كانت علكة أو ملابس أو أحذية أو مشروبا غازيا، زاعمة أنها ضد الدين، ومشيرة إلى أن هذه الرسائل "تفتقد إلى المنطق".


عزيزي، عزيزتي.. هل تعلم بأن كلمة Black Berry إن قرأتها بشكل مقلوب فهي تسيء إلى الإسلام؟ وبأن المسلسل الكرتوني "عدنان ولينا" هو أحد محاولات الغرب لتشويه فكر المسلم. وهل تعلم بأن شعار سوبرماركت"..." يدعو بشكل يخفى على البعض المسلمة إلى فصخ حجابها . كل هذه العبارات الغريبة وأكثر دائما ما تفاجئنا دون مبرر أو سابق إنذار عبر الرسائل الإلكترونية والنصية التي تنتشر بسرعة البرق بين أطياف المجتمع صغيره وكبيره وتحمل في طياتها أمورا لا يقبلها العقل رغم أن الكثيرين يقعون في شرك تصديقها والمساعدة على نشرها وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
وعن تلك الظاهرة ترى الكاتبة والناشطة الاجتماعية الدكتورة ثريا الكردي أن انتشار مثل تلك التفسيرات الغريبة تشير إلى أن هناك خطبا ما في المجتمع يجعل الأمر كالحرب البيولوجية التي يتأثر بها بالمرتبة الأولى الشباب ولذلك فكل ما يكون مرغوباً ويلقى شعبية لدى الجميع يظهر عليه تفسير بأنه مضر للصحة أو أنه يسيء إلى الدين الإسلامي . وهذا الأمر إن كان فيه شيء من الصحة فلن تزيد نسبتها 10% مثل التفسير الذي ظهر لأحد شعارات منتج غازي. فمن أطلق هذا الكلام يريد فقط أن يوجه رسالة للشباب بأن يقاطع هذه المنتجات لأنها ضارة بصحته وهذا ما تصفه الكردي بالفعل الخاطئ وغير المنطقي على الإطلاق لأنه سيعمل على جعل الشباب أقل ثقة في تفكيره وبنفسه ويرى العالم الخارجي بشكل مختلف من خلال الأفكار السلبية التي تبث لهم . ودعت إلى فرز كل هذه الأفكار والتفكير بالعقل حول مدى صحتها دون الانسياق وراءها دون معرفة النوايا. فكثير من الرسائل تصل عن بعض المنتجات تذكر بأنها ضارة بالصحة وتسبب السرطان ولم يبقوا منتجاً خالياً من الشوائب. والحقيقة أن بعض هذه الممارسات تقوم بها بعض الشركات المنافسة للمنتج نفسه ولذلك لا يجب أن يستخدموا الدين كسلاح لتغيير نظرة المستهلك لهذا المنتج وهذا الدور يقع على عاتق أولياء الأمور الذين يجب عليهم أن يقوموا بتوعية أبنائهم بضرورة التفكير.
وترى الموظفة في قطاع التسويق سارة الشهراني أن أصحاب تلك الرسائل لو يفكرون في أمر ما مهم للحياة وللمجتمع فسيكون أفضل من التدقيق في الحروف أو الرموز أو شعارات معتقدين أنها ضد الدين فهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، والتكنولوجيا التي تصلنا دائماً وتجد لها شعبية بين الناس بالغالب ينظر إليها مجتمعنا بنظرة سلبية وهذا يظهر بسبب بعض السلوكيات الخاطئة في طريقة استخدامها ولذلك تظهر الشائعات بأنها ضارة أو أنها ضد الدين ولأننا شعب عاطفي فلذلك نتأثر. أما ليلى العثمان والتي تعمل في مجال تقنية المعلومات فذكرت أنه قد وصلتها العشرات من الرسائل الإلكترونية التي تتحدث عن بعض الأشياء المشهورة والمتداولة بين الناس وتقول إنها ضارة سواءً من علكة أو شعار لمشروب غازي أو بعض المنتجات الاستهلاكية من ملابس وأحذية وإنها كلها ضد الدين والتفكير بهذا المنوال تعتبره سخيفاً جداً ويجب ألا يصدق البعض ما تحويه هذه الرسائل لكونها غير منطقية على الإطلاق.
وبدوره يرى الموظف في قطاع التعليم خالد المحمد أن كل ما يكتب ويقال حول بعض الشعارات والرموز لمنتجات تلقى شعبية لدى الناس عن أنها مسيئة للدين فهي تعد غير صحيحة على الإطلاق حيث إنه لن يكون هناك أحد غيور على دينه كالمسلمين الذين لن يرضوا بأن يستخدم دينهم كسلاح ودعاية سلبية ضد منتج معين لصالح منتج شركة أخرى. وطالب بالتوقف عن التفكير بتلك الطريقة حيث إن الشركات لن تكون غبية حتى تضع أشياء تسيء أو تتحدث عن الدين بشكل سلبي في مجتمع محافظ ومتمسك بدينه وأن من يريد أن ينصح الناس بالتوقف عن استخدام المنتجات فعليه أن يفعل ذلك بالطريقة السليمة من خلال أدلة عبر الفيديو تكون أكثر واقعية ومؤثرة فعلاً بعيداً عن التفسيرات الغريبة.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: