نتنياهو : مستعد للسفر إلى دمشق فورا
03 مارس 2010 by: trtr388
|
ورجحت ريفكيند «أن سورية قد تتوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وفصائل المقاومة في حال التوصل إلى تسوية دائمة». وفيما قالت مصادر عربية مطلعة قريبة من دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن ما نسب إلى المعلم «ينسجم مع أسس مفاوضات مدريد.. ليس هناك شيء جديد في هذا الأمر. فالجانب السوري عندما دخل مفاوضات مدريد كان هذا هو الأساس»، امتنعت وزارة الخارجية الأميركية من التعليق على التصريحات المنسوبة إلى وزير الخارجية السوري، أو إذا ما كان مسؤولون سوريون قد أبلغوا مسؤولين أميركيين احتمال قبول دمشق بانسحاب إسرائيلي تدريجي، وعلى مراحل من الجولان. وأوضحت ناطقة باسم الخارجية أن عدم التعليق على هذا المقترح يتماشى مع السياسة الأميركية بعدم الخوض في تفاصيل النقاشات الدبلوماسية. ويذكر أن واشنطن تعتبر أي مقترحات حول المسار السوري - الإسرائيلي يجب أن تنصب في إطار السعي إلى سلام شامل في المنطقة. كما أن الموقف الأميركي من مقترحات حول مفاوضات سلام سورية - إسرائيلية محتملة هو أنه يجب اتفاق الطرفين على إطار مثل هذه المفاوضات أولا من ثم يمكن دعم تلك الجهود. وكان هذا الموقف الأميركي في الرد على مطالب سورية سابقة بوساطة ودور أميركي في استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل، إذ اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض أن في حال توصل السوريين والإسرائيليين على اتفاق لاستئناف مفاوضات السلام وطلبا من واشنطن لعب دورا فيها، يمكن حينها طرح هذه القضية.
ويشير مسؤولون سوريون دائما إلى عدم جدية إسرائيل في السلام عند حديثهم عن تعثر جهود إطلاق مفاوضات ثنائية، مباشرة أم غير مباشرة، بين الطرفين. ويبدو أن تصريحات المعلم حول فكرة الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من الجولان تأتي في إطار توضيح إمكانية بحث آليات مختلفة للتوصل إلى اتفاق سلام ولكن بناء على نية والتزام الإسرائيليين بتحقيق السلام. ويأتي ذلك بينما أعلن نتنياهو أمام الكنيست، أمس، أن إسرائيل معينة باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وتفضل فعل ذلك مباشرة، وكذلك مع الجانب السوري، لكنه اشترط مرة أخرى أن إسرائيل لن تقبل بوضع شروط مسبقة عليها للمفاوضات من قبل الطرفين. وتكلم نتنياهو عن رغبته في السلام مع سورية والدخول في مفاوضات معها خلال خطابه له أمام الكنيست، فقال إن مشكلته مع السوريين إنهم يضعون شروطا مسبقة ولا يوافقون على إجراء مفاوضات مباشرة.
كما تطرق رئيس الوزراء إلى قضية الجندي المخطوف جلعاد شاليط فقال: «إن إسرائيل ما زالت تنتظر رد حركة حماس على العرض الذي كانت تقدمت به إليها قبل 3 أشهر بالنسبة للإفراج عن سجناء مقابل الإفراج عن شاليط». وأضاف أن إسرائيل أوضحت للوسيط الألماني أنها على استعداد للإفراج عن سجناء بضمان إعادة شاليط إلى عائلته سالما معافى، ولكن بحيث لن تتكرر مشكلات صفقات التبادل السابقة. وأكد نتنياهو أن إسرائيل لن توافق على أن يتم الإفراج عن السجناء إلى أماكن يمكن الانطلاق منها بسهولة لارتكاب عمليات قتل في أورشليم القدس وتل أبيب ورعانانا.
ومع ذلك أشار رئيس الوزراء إلى زيادة الوعي لدى المجتمع الدولي إزاء الخطر الكامن في البرنامج النووي الإيراني منوها بأنه قد لاحظ خلال زيارته الأخيرة روسيا تفهما أكبر للمخاطر التي يشكلها البرنامج النووي الإيراني بالنسبة للسلام والأمن في العالم، غير أنه لم يتلق أي تعهد بانضمام موسكو إلى الخطة لتشديد العقوبات المفروضة على طهران. كما أشار نتنياهو إلى المساعي التي يبذلها الوفد الإسرائيلي قي الصين لتوضيح إشكالية التصرف الإيراني في المجال النووي.
إلى ذلك قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، أمس، في القاهرة إن بلاده على استعداد لاستئناف وساطتها في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية إذا رغبت الدولتان في ذلك. وقال أوغلو في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط: «إذا كانت هناك إرادة سياسية لدى الطرفين فنحن جاهزون لاستئناف الوساطة» في المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل.