سيناريوهات التطورات المحتملة للرعب القادم من المكسيك
30 أبريل 2009 by: trtr388اتسعت رقعة الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير الجديد
(إتش1 إن1) لتشمل 11 دولة وربما يتجاوز عدد المصابين 2500 شخص.ولقي العشرات حتفهم
في المكسيك من بينهم رضيع أثناء زيارة لولاية تكساس الأمريكية ليصبح أول حالة وفاة
في الولايات المتحدة.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن المرض لا يمكن وقفه، وأن أفضل ما يمكن أن يفعله العالم الآن هو أن يحاول التخفيف من آثاره.ورغم أنه لم يتحول بعد إلى وباء عالمي، إلا أن هذا الاحتمال يمكن أن يتحقق بسرعة، وفيما يلي بعض التصورات للتطورات المحتملة للمرض.
وباء واسع الانتشارهذا هو أسوأ السيناريوهات، فكل 30 أو 40 عاما يعاني العالم من وباء للأنفلونزا حيث تنتشر سلالة جديدة من الأنفلونزا بسرعة مما يتسبب في مرض خطير، ووفاة مئات الآلاف خلال أسابيع قليلة.ويعد وباء العام 1918 أسوأ سيناريو، إذ توفي 40 مليون شخص خلال 18 شهرا، واجتاح الوباء المجتمعات في موجات.غير أن ذلك حدث في عصر سبق عهد المضادات الحيوية، وفي وقت كانت فيه حتى عدوى بسيطة تقتل الناس، ولم تكن هناك أجهزة تنفس صناعية كما كانت الأمصال بدائية في أفضل الأحوال، وكانت فكرة الناس محدودة أيضا عن كيفية انتقال الأمراض.ويرى خبراء على الرغم من ذلك، إن وباءً مماثلاً لأنفلونزا العام 1918 قد يؤدي إلى تعطيل 40 في المائة من قوة العمل في أي وقت حيث سيكون الناس إما مرضى أو يعكفون على رعاية أقارب مرضى أو الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة أو يلجئون للاختباء ببساطة. وسيؤدي ذلك إلى نقص في الإمدادات، وحتى انقطاع التيار الكهربائي.وإذا ما تفشى مثل ذلك الوباء اليوم يمكن أن يموت الملايين، ويمكن أن تتباطأ حركة التجارة العالمية بشدة كما سينهار الاقتصاد في العديد من الدول.وباء متوسطحدث ذلك آخر مرة في العام 1968، وقتلت سلالة (إتش3 إن2) ما يقدر بنحو مليون شخص.ويتنبأ خبراء بأن سلالة بنفس القوة اليوم ستترك اثأراً أقل قسوة مع توافر المضادات الفيروسية، والتي لم تكن موجودة بالأسواق قبل 40 عاما.وحتى مع الأمصال والعقاقير وتحسن التوعية العامة، فإن الأنفلونزا الموسمية العادية تقتل ما يتراوح بين 250 ألف و 500 ألف شخص كل عام. والفرق بين هذه الأنفلونزا وبين السلالة الوبائية يتمثل في أن السلالة الوبائية لن يكون لها مصل مضاد على الفور، ومن المرجح أن تتسبب في مرض خطير بين فئات عمرية أخرى بخلاف الصغار، وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة الذين يعدون معرضون بصفة عامة للأنفلونزا.وقد تضطرب حركة التجارة والسفر وتتذبذب العملات وتتعطل الإمدادات المطلوبة للتصنيع وتقل العقاقير المضادة للفيروسات والمضادات الحيوية المطلوبة لعلاج أي عدوى أخرى قد تصاحب الأنفلونزا. وتتنبأ بعض التقارير بحدوث نقص في أجهزة التنفس والمستشفيات في العديد من الدول لاسيما الولايات المتحدة التي تعمل بكامل طاقتها، ويمكن أن يتدفق علي مستشفياتها سيل من المرضي الجدد.عدم حدوث وباءيأمل الجميع أن تختفي هذه السلالة من الأنفلونزا، والأنفلونزا هي فيروس مختلط حيث يتبادل الجينات مع فيروسات الأنفلونزا الأخرى في جسد الإنسان أو الحيوان كما أنه يتحور باستمرار.ويعني هذان العاملان، إن الوضع قد يتدهور أو تخف حدته بسرعة، ويمكن للفيروس في أي وقت أن يفقد قدرته على الانتقال بسهولة من شخص إلى آخر كما يمكنه أن يصبح مثل الأنفلونزا الموسمية العادية.غير أن الأمر سيستغرق شهورا لمعرفة ما إذا كان ذلك قد حدث، وسلالات الأنفلونزا في الغالب تختفي في أشهر الصيف، وتظهر ثانية في أواخر الصيف أو أوائل الخريف. وفعلت ذلك سلالة الأنفلونزا التي تسببت في وباء العام 1918.وقال الدكتور من منظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا للصحفيين أمس الأربعاء، "ربما يعد من السابق لأوانه أن نفكر في هذا على أنه وباء متوسط أو وباء شديد، ومن الواضح تماما أنه ليس بوسعنا أن نتنبأ بما ستؤول إليه الأمور".